تقيم جيرلان، معرضها السنوي الجديد السادس عشر للفن المعاصر في مقرّها الرئيسي الكائن في جادة ‏‎68 Avenue des Champs-Elysées، تحت عنوان «ليه فلور دو مال» بالتعاون مع Paris+ par Art Basel، الفعالية الرائدة في الفن المعاصر.

يأتي المعرض بمثابة تكريم لشعر شارل بودلير. تكريم في تناغم تام مع تاريخ الدار، التي تحتفي في هذا العام بالذكرى السنوية المئة والسبعين "لقارورة النحل"، والتي صُنعت حينها خصوصًا للإمبراطورة أوجيني، محبة الفنون وراعية الشعراء. وفي تجاوز يفوق هذا الارتباط التاريخي، تهتم دار جيرلان بإلقاء نظرة حديثة على الروابط بين الطبيعة والإبداع الفني. لطالما كانت الأزهار رمزاً للجمال، واللباقة العاطفية والشاعرية. ولكن هنا يظهر غموض خفي. فكل فنان يملك رؤيته الخاصة لموضوع المعرض، ويستخدم طيفًا واسعًا من الوسائل الفنية لسبر خفايا المعاني الأعمق. وقد تم إبداع عشرة أعمال فنية خاصة بهذا الحدث.

جيرلان وشارل بودلير



ما من شعر وصف الأزهار وجوهرها بدقة وجمال كما فعل بودلير. ودواوينه من ضمن المجموعات الشعرية المفضلة لمبدعي عطور جيرلان، والذين يقدّرون على وجه أخصّ الدلالات الرمزية العديدة للروائح العطرية التي نظمها في قصائده. وفي ذات مرة عندما حكم عليه بدفع غرامة مالية كبيرة للحكومة الفرنسية، أرسل هذا الشاعر رسالة استعطافية لإمبراطورة فرنسا أوجيني، طالبًا فيها تخفيض تلك الغرامة. فتأثرت جلالتها بندائه، وتدخلت لمساعدته، مرسخةً بذلك سمعتها بصفتها راعية للفن. لقد تم ابتكار عطر أو إمبريال مع قارورته الشهيرة قارورة النحل للإمبراطورة أوجيني، فنجحا في منح جيرلان لقب صانع العطور الإمبراطوري الرسمي، وتوافق هذه السنة الذكرى السنوية المئة والسبعين لهذا الإبداع العطري وهذه القارورة الأيقونية.

جيرلان والفن

تحت مظلة "فن النحل في جيرلان" التي تشمل وتقود جميع المبادرات والفعاليات الفنية لدار جيرلان، وتسعى الدار إلى تشجيع الفن والانخراط عن قرب بجميع القضايا الملحة في حياتنا، من قناعتها بأن للفنانين دورًا في التحول البيئي، كما تدعم جيرلان رفع مستوى الوعي من خلال الفن، سواء بشكل شراكات أو دعم. وهذه السنة، توحّد دار جيرلان قواها مع الفنان لي أوفان آرل لتأسيس جائزة "لي أوفان آرل وجيرلان للفن والبيئة" التي ستُمنح سنويًا للمشروع الذي يركز على العلاقة المتعددة الجوانب والغنية بين فن الإبداع والعالم من حولنا.